يوم أمس تميز بسقوط عدد كبير من الشهداء الأطفال (الفرنسية)
شن الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم سلسلة غارات على مدينة غزة ومخيم للاجئين ومناطق شمال وجنوبي القطاع في إطار عدوانه الذي دخل يومه الـ12 مخلفا مزيدا من الشهداء والجرحى، وذلك بعد يوم دام أسفر عن سقوط 135 شهيدا و400 جريح معظمهم من الأطفال والنساء واستهدف الاحتلال فيه المدنيين في المنازل والمدارس.
وقصف الطيران الإسرائيلي فجرا منزلا في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة دون ورود معلومات عن الضحايا، وذلك بعد غارة استهدفت منزلا آخر غربي المخيم أوقعت عددا من الإصابات وفق تقارير أولية.
وفي وقت متأخر من الليلة الماضية استهدفت غارة للاحتلال مجموعة مقاومين في حي الزيتون بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد شخصين وإصابة آخرين بجروح خطيرة وفق مصادر طبية، وشهد حي الزيتون أيضا اشتباكات عنيفة بين القوات الإسرائيلية والمقاومين الفلسطينيين.
كما واصلت المقاتلات الإسرائيلية قصف مدينة رفح بحجة استهداف أنفاق، ومدينة خان يونس جنوبا دون معلومات عن الضحايا.
وقد ارتفع عدد الشهداء منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة إلى أكثر من 660 شهيدا نصفهم من النساء والأطفال إضافة إلى أكثر من 2950 جريحا.
وشهد اليوم الحادي عشر للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين عبر قصف المنازل وتهديمها على ساكنيها إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) المفترض تمتعها بالحماية من قبل الأمم المتحدة.
وبين ضحايا الثلاثاء 43 شهيدا وأكثر من مائة جريح، سقطوا في القصف الإسرائيلي لمدرسة الفاخورة التابعة للأونروا شرقي جباليا شمال غزة.
وفي وقت سابق استشهد خمسة فلسطينيين في قصف إسرائيلي آخر لمدرستين تابعتين لأونروا، وأدان مدير مكتب المفوض العام للوكالة عدنان أبو حسنة استهداف المدرستين ووصفه بأنه عمل خطير.
وقال في مقابلة مع الجزيرة إن المدرستين كانتا تعجان بمئات الفلسطينيين الذين غادروا منازلهم بعد تعرضها للقصف من الطائرات الحربية، وأشار إلى أن أعلام الوكالة كانت ترفرف فوق المدرستين وأن إسرائيل أعلمت مسبقا بمكان تلك المدارس التي تؤوي العديد من العائلات الفلسطينية.
ويأتي قصف الجيش الإسرائيلي للمدنيين الذين لجؤوا إلى مدارس الأونروا استمرارا لاستهدافه منشآت مدنية في حربه على غزة، وقد ألقى الجيش الإسرائيلي باللائمة على حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقال إنه كان يرد على من سماهم مطلقي الصواريخ، إذ قال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن كل مكان يطلق منه صواريخ سيكون مستهدفا.
جثث فلسطينيين من عائلة واحدة استشهدوا في غارة إسرائيلية (الفرنسية)
إبادة عائلات
كما استشهد الثلاثاء 13 فلسطينيا من عائلة واحدة في قصف لأحد المنازل بمدينة غزة، ما يرفع عدد الشهداء منذ بداية الاعتداء الإسرائيلي المتواصل على غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة في غزة تامر المسحال بأن طائرات إسرائيلية استهدفت العائلة بمنزلها في حي الزيتون شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد العائلة المكونة من أب وأم وأولادهما وأحفادهما.
وفي وقت سابق اليوم نسب مراسل الجزيرة بغزة وائل الدحدوح لمصادر طبية أن فرق الإسعاف انتشلت اليوم جثث 23 شهيدا تم العثور عليها بمناطق متفرقة من القطاع.
كما أفاد باستشهاد عشرة جراء القصف المتواصل على غزة منذ فجر الثلاثاء، وأشار إلى أن القوات الغازية دمرت عشرات المنازل في عمليات قصف متواصل استمر طوال ساعات الليل وصباح الثلاثاء، أسفرت أيضا عن عشرات الجرحى.
وتحدث المراسل عن اشتباكات عنيفة استمرت حتى ظهر الثلاثاء شمال القطاع بين مقاومين وقوات غازية قرب بيت لاهيا وبالشرق منها، حيث حاول جيش الاحتلال السيطرة على تلتي جبل الكاشف والإدارة المحلية للإشراف على المناطق هناك.
وقد واصلت الطائرات والمروحيات الإسرائيلية قصفها لأهداف في تلك المناطق.
أما في الجنوب فقد استمر القصف كذلك في كل مكان، وهناك فتحت قوات الاحتلال محور (فيلادلفيا) صلاح الدين وحاولت فصل رفح عن خان يونس.
وأفاد مراسل الجزيرة نت أحمد فياض بأن قوات إسرائيلية توغلت فجر الثلاثاء في منطقة عبسان الجديدة شرقي خان يونس، مشيرا إلى أنها تقدمت مئات الأمتار باتجاه المناطق السكنية هناك.
وقال المراسل إن قوات الغزو الإسرائيلي توغلت كذلك شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
الاحتلال اعترف بمقتل ستة من جنوده وجرح 86 منذ بداية الهجوم البري (رويترز)
الاحتلال والمقاومة
في المقابل اعترفت تل أبيب بمقتل ستة جنود وإصابة 86 آخرين منذ بدء الهجوم البري، لكنها ادعت أن معظمهم قتلوا "بنيران صديقة"، ومن بين المصابين العقيد آفي بيليد الذي يقود لواء النخبة المعروف باسم غولاني.
لكن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أعلنت عدد قتلى الجيش الإسرائيلي تجاوز 21 قتيلا بينهم ضابط من لواء المظليين والجرحى أكثر من مائة بينهم قائد لواء النخبة في الجيش الإسرائيلي المعروف بلواء غولاني.
وتحدثت كتائب القسام عن قيام أحد نشطائها بتفجير نفسه في آلية أثناء تقدمها شمال القطاع ما أوقع إصابات مباشرة بجنود الاحتلال، كما توعدت الجنود الإسرائيليين بالمزيد، مشيرة إلى أن مئات الفدائيين ينتظرون الجيش الإسرائيلي، موضحة أن خيارات قوات الاحتلال ستكون محدودة جدا في غزة.
في السياق قال الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة في اتصال مع الجزيرة إن المقاومين يخوضون حاليا معارك شرسة ضد قوات الاحتلال.
وقد بثت كتائب القسام تسجيلين مصورين قالت إن أحدهما لقنص جندي إسرائيلي والآخر لكمين قتل فيه عدد من الجنود الإسرائيليين.
من جهتها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تدمير ناقلة جند إسرائيلية شرقي حي التفاح بغزة. كما أطلقت المقاومة 37 من صواريخها محلية الصنع من قطاع غزة على أهداف إسرائيلية.
وأفاد مراسل الجزيرة بفلسطين إلياس كرام بأن سبعة صواريخ سقطت على عسقلان وبئر السبع وقرب مدينة صرفند، كما وصلت الصواريخ بلدة يديرا شمال شرق أسدود.
واستغرب المراسل استمرار انهمار الصواريخ الفلسطينية على القرى والمدن الإسرائيلية من نفس المكان بمنطقة جباليا شمال القطاع، وسط قصف مستمر لنفس النقطة منذ أربعة أيام، وهو ما يؤكد أن المقاومة لديها إمكانيات عالية.
نفَس طويل
وعلى صعيد متصل أكد مصدر قيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن الحركة لا تزال تدير القطاع كما يدير جناحها العسكري كتائب القسام المعركة باقتدار واضح.
وأوضح عضو التشريعي مشير المصري أن المعركة البرية مازالت لم تبدأ بعد، وأن كل ما يجري الآن ليس إلا معارك جانبية بمناطق حدودية مكشوفة لم يستطع فيها الغزاة القضاء على إمكانيات المقاومة.
وذكر القيادي بحماس في تصريحات صحفية أن المقاومة تدير المعركة مع قوات الاحتلال بشكل أفضل كثيرا من السابق.
المصدر: الجزيرة+قدس برس