محللون: أهداف الحملة الإسرائيلية غير واضحة وهناك اختلاف حولها (رويترز)
وديع عواودة-حيفا
بينما يؤكد محللون إسرائيليون أن الحملة البرية على قطاع غزة هدفها إدخال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حالة هلع وكسر إرادتها نحو التوصل إلى وقف إطلاق النار، تحذر افتتاحية لإحدى الصحف "من تحول حلم اجتياح غزة إلى كابوس متواصل على غرار تجربة لبنان".
ويسجل عدد كبير من المعلقين تساؤلات وانتقادات لعدم وضوح أهداف العملية وتغيرها واختلاف التصريحات من مسؤول لآخر بدءا من ضرب حركة حماس وكسر إرادتها وإجبارها على تغيير الواقع الأمني في القطاع وحتى إلى إسقاطها.
وفي هذا الإطار يقول المحلل العسكري أليكس فيشمان لصحيفة يديعوت أحرونوت إن قادة الجيش أمروا بإطلاق نار كثيف دون اكتراث للبيئة والمدنيين وللمجتمع الدولي بهدف إدخال العدو في حالة هلع وتكليفه ثمنا باهظا لعدة أيام تعود إسرائيل بعدها إلى التفاوض بوساطة دول العالم حول تفاصيل وقف إطلاق النار مع حماس.
وقال فيشمان المقرب من الجيش إنه إذا لم تحقق المرحلة البرية الأولى هذه النتائج فإن إسرائيل ستضطر إلى الانتقال إلى المرحلة البرية الثانية التي لا يريد أحد بلوغها والتي قال إنها ستشمل إدخال فرقاء عسكرية من قوات الاحتياط وتوسيع احتلال غزة، ويتابع "إذا توقفت العملية العسكرية بعد 48 ساعة جراء ضغط العالم فإن إسرائيل تكون قد دفعت ثمنا غاليا دون تحقيق مرادها".
"
عاموس هارئيل
وأفي سخاروف: الجيش الإسرائيلي يعول على التوغل البري في استنزاف حقيقي لقوات حماس النظامية ما يدفعها للشعور بوجود خطر حقيقي على استمرار حكمها في القطاع
"
صمود
وقال المعلق العسكري البارز رون بن يشاي في موقع يديعوت أحرونوت إن الجيش يهدف من وراء العملية البرية إلى إلحاق الخسائر بالمقاومة وتدمير بناها التحتية.
ودعا للمزيد من الضغوط العسكرية الكبيرة لأن حركة حماس رغم الضربات الموجعة فإن قيادتها لا تبدي أي مؤشر على الانكسار والاستعداد لتهدئة طويلة الأمد ومستقرة بشروط مقبولة لدى إسرائيل، وأضاف أن "استمرار المرحلة البرية منوط كما في المرحلة الجوية بمدى تقدم المداولات نحو وقف للنار".
ويرى عاموس هارئيل المحلل العسكري في صحيفة هآرتس ومحلل الشؤون الفلسطينية أفي سخاروف أن "الجيش الإسرائيلي يعول على التوغل البري في استنزاف حقيقي لقوات حماس النظامية ما يدفعها للشعور بوجود خطر حقيقي على استمرار حكمها في القطاع".
وتوقع هارئيل وسخاروف أن تتضح صورة الوضع اليوم بعد زوال ستار التعتيم الذي تفرضه الرقابة العسكرية، وأضافا "رغم الذاكرة غير المشجعة في لبنان فإن ثمة أهمية لأن ندرك أن الحديث يدور عن حرب من نوع آخر، فحماس ليست بالضرورة منظمة تحارب حتى الموت وقد وافقت مرتين في العامين 2003 و2004 على تهدئة تحت تهديد حياة قيادتها السياسية".
دروس لبنان
"
عوفر شيلح: هناك مخاوف لوزير الدفاع من التورط بالقطاع وبكمائن المقاومة داخله
"
من جهته يؤكد المعلق المعروف عوفر شيلح في معاريف وجود خلافات لدى القيادة الإسرائيلية بشأن أهداف العملية البرية، ونوه لمخاوف وزير الدفاع إيهود باراك من التورط بالقطاع وبكمائن المقاومة داخله ولرغبته بإنهاء "الرصاص المصبوب" بواسطة مبادرة دولية تفضي لتهدئة بشروط أفضل وبقوة ردع متجددة.
ولفت إلى صعوبة تحقيق الحملة أهدافها في ظل الخلافات المذكورة، وقال إن السؤال الأهم هو أين يقع رئيس الوزراء إيهود أولمرت بين باراك المتحفظ وبين من يدفع نحو الاحتلال الكامل، وتابع "يبدو أن أولمرت تعلم من حرب لبنان الثانية الصمت وهذا سؤال هام نظرا للانطباع بأن أحدا بما في ذلك وزيرة الخارجية تسيبي ليفني لا يسير بالمسار الدبلوماسي".
وتلفت هآرتس في افتتاحيتها إلى أن الحرب على غزة بما في ذلك اغتيال قيادات وتدمير مقار وأنفاق لم تحل دون استهداف إسرائيل بالصواريخ مثلما لم تجبر حماس على تغيير سياستها ولم تثمر عن إنجازات.
وقالت الصحيفة إن الحاجة لطرح إنجاز ما دفع المستوى السياسي للعملية البرية، وحذرت مؤيدي الاجتياح من تحول حلمهم بإسقاط حماس في غزة إلى كابوس متواصل على غرار تجربة لبنان، داعية لتحديد هدفه لما هو متواضع.
وتابعت "بعد أسبوع من القصف الجوي من المحظور تعميق العملية البرية والمساس باحتمالات إنهاء سريع للعملية العسكرية".
المصدر: الجزيرة